ما أشبه الليلة بالبارحة:مسئولو الأهلي والزمالك لم يتعلموا الدرس بعد..!!

الصراع التاريخي بين القطبين الكبيرين في الكرة المصرية الأهلي والزمالك يلقي بظلاله دائما على كرة القدم في مصر بعد أن تكررت في السنوات الأخيرة وبشكل متزايد ظاهرة خطف النجوم أو السطو علي اللاعبين بقوة المال الذي يسيل لعاب أي ناد من الأندية الصغري التي تضم لاعبين متميزين وبسلاح السماسرة الذين يتحكمون في سوق الكرة بحكم أنهم أصحاب مصالح مالية.

ويبقى الأهلي والزمالك صراعاً أبدياً ليس في المنافسة فقط على إحراز البطولات ولكن تخطت المنافسة أسوار اللامعقول وأصبح "الظفر بالصفقات" هو مجال التنافس الكبير خصوصاً في فترة الإنتقالات الصيفية التي تنشط معها أجواء الإثارة والأكشن في صراع الناديين.

وجاءت أزمة شريف عبدالفضيل لاعب الإسماعيلي لتفجر هذه الصراع هذا العام ،وتبدأ حلقات "المسلسل التاريخي" بين الناديين بمحاولة خطف اللاعب قبل الفريق الأخر على طريقة "عنتر ولبلب" أو "تكون في إيدك..وتقسم لغيرك..وحوش اللي وقع منك يا معلم"..!!

وبعد انتهاء الصراع بين الناديين الكبيرين بتوقيع اللاعب رسمياً في صفوف الأهلي المصري رغم إقراره قبل ذلك برغبته في اللعب للزمالك وترددت أقاويل بأنه وقع عقوداً أيضاً مع الفريق الأبيض..إلا أن النهاية الدرامية التي انتهى به هذا المسلسل المتكرر أعاد إلى الأذهان قصصاً متشابهة لنفس الفعل بين القطبين ويخص أيضا لاعبين لهم وزنهم في أنديتهم ..وحدث نفس الصراع ونفس "الخناقة" ولكن كان الخاسر الأكبر هو النادي صاحب الصفقة حيث كان "الفشل" هو عنوان كل الصفقات من هذه "العينة" التي تصارع فيها القطبان على خطف اللاعب بأساليب بوليسية لا تمت للرياضة بالصلة وعلى تغيير وجهة اللاعب بالتهديد تارة وبالإغراء تارةً اخرى.

البداية كانت مع لاعب غزل المحلة سعيد عبدالعزيز الذي كان قائداً للمنتخب الأوليمبي المصري وكان يشغل الجبهة اليسرى ودخل الأهلي والزمالك صراعاً طويلاً لخطف اللاعب .
في الأهلي:
قال مسئولوه انهم يمتلكون مستندا رسميا قام اللاعب بالتوقيع عليه وقد يعرض مستقبله للخطر مالم يلتزم به خاصة واننا في البداية قلنا للاعب بصراحة اذا اردت اللعب للزمالك فسوف نعطيك العقد وكأن شيئا لم يكن ولكن اصرار اللاعب علي اللعب للأهلي وقيامه بكتابة اقرار رسمي علي نفسه خير دليل علي أنه من حقنا‏.‏

وأكد مسئولو الأهلي أن النادي يملك عقدا موثقا بتاريخ في الشهر العقاري حتي لا يواجه أي ثغرات أو مشاكل .

في الزمالك:
أكد مسئولو الزمالك إن موضوع سعيد عبدالعزيز قد انتهي لصالح نادي الزمالك الذي يمتلك عقدا من خمس صفحات‏,‏ بالإضافة إلي شيك رسمي موقع من اللاعب‏,‏ أما الاهلي فلديه كمبيالة موقع عليها اللاعب فلا تعتبر مستندا رسميا لصالح الاهلي‏.‏

وأضاف مسئولو الزمالك أن نادي غزل المحلة الذي يلعب له اللاعب يريد انضمامه إلي صفوف الزمالك‏,‏ كما ان اللاعب نفسه اتصل بفاروق جعفر المدير الفني لفريق الزمالك‏,‏ وأكد له خلال الاتصال التليفوني أنه لن يلعب سوي لنادي الزمالك‏,‏ وقال بانه قام بتوقيع عقد مع الاهلي ولكنه ليس عقدا محدد المدة والمبلغ المالي حتي يصبح قانونيا أو يمكن الاعتداد به في الاتحاد الدولي لكرة القدم عند تصعيد هذا الموضوع‏,‏ وأن التوقيع الوحيد له في النادي الاهلي لا يخرج عن كونه توقيعا علي استمارة قيد قبل شهرين وهذه الاستمارة ليس لها أية قيمة ولا تغني ولا تسمن ولا يمكن للأهلي التمسك بها في نزاعه حول قانونيتها لأن الفيفا لا يعترف بها على الإطلاق.

واكد اللاعب الإعلان عن رغبته الشديدة في الإنضمام لصفوف الزمالك وتنفيذ عقده الذي وقعه معه وحصل بمقتضاه علي‏20‏ ألف جنيه كمقدم عقد ‏.‏

وقال مسئول في الزمالك إن الازمة الحقيقية ليست بسبب تنافس أو نزاع بين الاهلي والزمالك علي اللاعب سعيد عبدالعزيز لكن المشكلة الحقيقية هي في هدف الاهلي من افساد هذه الصفقة الناجحة حيث حصل الزمالك علي انضمام اللاعب بعد أن كان قاب قوسين أو أدني من الانضمام لصفوف الأهلي وبعد أن قطع الاهلي شوطا كبيرا مع اللاعب في التدريب لمدة اسبوع‏,‏ إلا أن اللاعب رفض الانضمام إلي الاهلي بعد ذلك وقام بالتوقيع لنا وهو ما أصاب مسئولي الاهلي بالاحباط نتيجة عدم التوقيع لهم‏.‏

ما أشبه الليلة البارحة يا مسئولي القطبين الكبيرين..اتهامات متبادلة..وعقود موقعة هنا وهناك..وتلاعب من اللاعبين بمسئولي أكبر ناديين في مصر..والمحصلة فشل ثم فشل ثم فشل..
فسعيد عبدالعزيز تم إيقافه وانضم بعدها للأهلي ولم يقدم شيئاً مع الفريق واستغنى عنه النادي دون مقابل ..وبعد عشر سنوات كاملة تتكر القصه بنفس السيناريو ولكن مع اختلاف الأشخاص في صفقة شريف عبدالفضيل..فهل تكون نهاية هذا اللاعب مثل سابقه ؟

وإليكم مزيداً من الصفقات من نفس العينة لعل مسئولو القطبين الأهلي والزمالك يتعلمون الدرس في المرة القادمة ويقرأون التاريخ جيدا.

رامي سعيد..أحد حلقات الصراع بين القطبين هو الأخر وبعد صراع طويل بين الفريقين وبين تصريحات للاعب تفيد برغبته في ارتداء فانلة الزمالك وتصريحات أخرى توضح عشقه لفريق الأهلي وبعد عقد هنا وعقد هناك ..يستقر اللاعب في الأهلي ويفشل هو الأخر فشلاً ذريعاً ويتم الإستغناء عنه دون مقابل.

عمرو سماكة : لاعب اشتد النزاع عليه بين الأهلي والزمالك صيف 2005 بدرجة جعلت إدارة الأهلى تقوم بإخفاءه في إحدى المدن الساحلية حتى تجبر رئيس الترسانة الذي كان يرغب في بيعه للزمالك وقتها على الموافقة على انتقاله للأهلى!!!

وفي النهاية انتقل سماكة للأهلي وظل صديقاً لدكة البدلاء حتى انتهى الأمر بثبوت تعاطيه للمنشطات فما كان من إدارة الأهلي إلا أن استغنت عن اللاعب تماماً .

محمد عبد الله : انتقل للأهلي أيضاً بعد صراع شديد عليه مع الزمالك حسمته رغبة اللاعب فى الإنتقال للأهلي-على طريقة شريف عبدالفضيل-.

استقبل جوزيه مدرب الفريق وقتها عبدالله بالأحضان فى أول لقاء له به بعد انتقاله للاهلى لكنه قام بركنه على دكة البدلاء طوال موسم ونصف الموسم بل وتوبيخه والهجوم عليه فى المؤتمرات الصحفية .

وبعد ان اشتدت العداوة بين اللاعب والمدرب والجماهير قرر اللاعب الإنتقال لنادي تركي ومنه إلى الزماك واستقر به المطاف في الاتحاد السكندري.

أكوتي منساه: أحد الصفقات المتنازع عليها بين الأهلي والزمالك وشهدت الصفقة مطاردات من رئيس الزمالك مرتضى منصور للاعب ومسئولي المصري ومزايدات من الأهلي حتى اشتراه الفريق الأحمر بمبلغ قيل أنه وصل إلى الرقم 11 مليون وفي اول مباراة رسمية للاعب يتعرض للإصابة بالربط الصليبي ولم يقدم شيئاص هو الأخر وحزم حقائبه عائداً من حيث أتى.

حسين علي لاعب بتروجيت: كان على وشك الإنضمام للزمالك بالفعل وقام بتوقيع "شيكات" على نفسه تأكيدا على رغبته في اللعب للزمالك وتدخل الأهلي في الصفقة بهدف "خطف" اللاعب..وبعد تهديدات من أحد أعضاء مجلس إدارة الزمالك بسجن اللاعب إذا ما فكر في اللعب للأهلي ..قام اللاعب بالتوقيع للأهلي "عنداً" في هذا المسئول وعلى طريقة أفلام الأكشن "يتجه حسين علي من الزمالك للأهلي في غمضة عين"..والمحصلة فشل ثم فشل ثم الإستغناء عن اللاعب لنادي الجونة الصاعد حديثاً للدوري المصري.

أحمد حسن دروجبا:طوال ثلاثة أشهر أو ما يزيد كانت هناك تصريحات من مسئولي الزمالك بإنهاء المفاوضات مع لاعب غزل المحلة وهداف الدوري أحمد حسن ..والجميع في مصر ينتظر فقط لحظة الإعلان الرسمي للصفقة ..ولم يكن للأهلي أي تدخل في الصفقة حتى استيقظ مسئولو الزمالك ذات صباح ليفاجأوا بأن اللاعب قد مضى عقوداً في الأهلي بعد أن كان على وشك الإنضمام للزمالك ..وفشل اللاعب مع الأهلي ورحل لفريق اتحاد الشرطة رغم أنه كان هدافاً للدوري الموسم قبل الماضي.

هاني سعيد:أحد روائع أفلام "الأكشن" في تاريخ الأنتقالات في مصر..فاللاعب راوغ وخدع وقرر وتراجع على طريقة "مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً"..مضى عقوداً في الزمالك..واعلن رغبته باللعب للأهلي..ذهب إلى نادي الزمالك لتوقيع العقود..وخرج من هناك لمقابلة مسئولي الأهلي ..احتجزه مسئولو الأهلي في أحد فيلات عضو مجلس إدارة النادي في منطقة بعيدة عن الأنظار لتعطيل انضمامه للفريق الأبيض..ولكنه في النهاية كان انتقاله للزمالك بقرار من اتحاد الكرة المصري بعد تغريمه ماديا بسبب "إثارة البلبلة" في الوسط الرياضي..

وبعد أن كان هاني سعيد أحد أبرز نجوم الدفاع في منتخب مصر..لعب للزمالك كـ"الشبح" وكان أحد نقاط الضعف في الفريق ومثل عبئاً كبيرا على نادي الزمالك حتى الآن..ولم يظهر بمستواه المعهود حتى هذه اللحظة.

ختاماً فإن الأهلي والزمالك في حاجة للحصول على إجازة من لعبة "القط والفأر" التي يمارسونها مع كل فترة انتقالات ولينظروا إلى تاريخ هذه الصفقات "المضروبة" المتنازع عليها وكيف أنها فشلت فشلاً ذريعاً في إثبات وجودها ..وأصبح من يظفر بالصفقة كمن يشتري "التروماي" ..وأصبح الإحتقان الجماهيري متزايداً بسبب هذا الصراع الغريب..فهل يليق بمكانة واسم الناديين الكبيرين أن يتلاعب بهما لاعبو الأندية الأخرى بهذا الشكل..والمحصلة..فشل ثم فشل ثم فشل.